روائع مختارة | قطوف إيمانية | الإعجاز العلمي في القرآن والسنة | ـ والشـمس وضـحاها ـ

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة


  ـ والشـمس وضـحاها ـ
     عدد مرات المشاهدة: 2998        عدد مرات الإرسال: 0

هي سورة مكية، وقد سميت بهذا الاسم لإستهلالها بقسم من الله تعالى بالشمس وضحاها‏،   ضمن قسم بعدد من آيات الله في الكون‏، على فلاح الإنسان في الدنيا‏، ‏ونجاته في الآخرة إذا عمل علي تزكية نفسه بتقوى الله، وعلى فشله في الدنيا‏، ‏وخيبته وهلاكه في الآخرة إذا لم يلزم نفسه تقواها‏، ولم يزكها بإلزامها منهج الهداية الربانية‏، ‏وتركها علي هواها في ظلمات الشهوات.

¤ آيات الله الكونية في سورة الشمس:

تبدأ السورة الكريمة بقسم من الله‏ بتسع من آياته الكونية المبهرة التي جاءت متتابعة علي النحو التالي‏:‏

‏=1= قسم بالشمس:‏ وهي أقرب نجوم السماء إلينا ومصدر الطاقة والدفء للأرض ومن عليها‏.‏

‏=2= وبضحاها:‏ وهي لحظة إشراقها في حركتها الظاهرية إلى وقت الظهيرة‏.‏

‏=3= وبالقمر إذا تلاها:‏ أي إذا تبعها في إنارة الأرض بعد غروب الشمس‏.‏

‏=4= وبالنهار إذا جلاها‏:‏ أي وبالنهار الذي وضحها وجعلها ظاهرة للعيان لأن أشعة الشمس لا تري إلا بعد تشتتها وإنعكاساتها لمرات عديدة علي الأجسام المتناهية الضآلة في الطبقة الدنيا من الغلاف الغازي للأرض مثل هباءات الغبار‏، ‏وقطيرات الماء وبخاره‏، ‏وجزيئات الغازات المختلفة المكونة للهواء بتركيز معين‏.‏

‏=5= وبالليل إذا يغشاها‏:‏ أي وبليل الأرض إذ يغطيها عنا بطبقة ظلمته الرقيقة التي تلتقي مع ظلمة الكون‏، ‏فلا ترى الشمس علي الرغم من وجودها‏.‏

‏=6= وبالسماء وما بناها‏:‏ أي وبالسماء وبنائها المحكم الدقيق علي ضخامته‏، ‏والإله القادر الحكيم العظيم الجليل الذي بناها‏.‏

‏=7= وبالأرض وما طحاها:‏ أي وبالأرض ومدها وبسطها‏، وبالذي كورها فمدها وبسط سطحها‏.‏

‏=8= ونفس وما سواها‏:‏ أي وبالنفس الإنسانية وبالذي خلقها‏.‏

‏=9= فألهمها فجورها وتقواها‏:‏ أي بين لها طريقي الخير والشر‏، ‏وترك الخيار لها‏.‏

ثم يأتي جواب هذا القسم المغلظ بقول الحق تبارك وتعالي‏:‏ {قد أفلح من زكاها*وقد خاب من دساها}.

وتختتم السورة بعرض نموذج من النماذج البشرية‏، ‏ التي عصت أمر ربها‏، ‏ وحادت عن طريق هدايته‏، ‏ وإتبعت هوى النفس فكان جزاؤها غضب الله‏، ‏ ونكاله‏، ‏ وتركها عبرة لمن لا يعتبر‏، ‏ وفي ذلك يقول الحق‏تبارك وتعالي‏:‏ {كذبت ثمود بطغواها‏*إذ انبعث أشقاها‏*‏فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها‏*فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها‏*ولا يخاف عقباها‏} وهذه الآيات تتحدث عن ثمود قوم نبي الله صالح وقد حذر قومه من المساس بالناقة ومن التعرض لشربها‏، ‏وقد جعلها الله‏ لهم آية ومعجزة‏، ‏ فعقرها أشقاهم‏، ‏وحمل الجميع تبعة ذلك الجرم لأنهم لم يستنكروا فعلته‏، ‏ولم يمنعوه من القيام بجريمته‏، فنزل بهم جميعا ما يستحقون من غضب الله وتنكيله وبطشه.

¤ الشمس في القرآن الكريم‏:

ورد ذكر الشمس في القرآن الكريم ‏35‏ مرة‏، ‏ منها ‏33‏ مرة بإسمها الشمس‏، ‏ ومرتان بصفتها بأنها سراج‏، ‏وسراج وهاج ‏.‏

وتصف هذه الآيات القرآنية الشمس بأنها ضياء ‏-أي مصدر للضوء‏-‏ وبأنها سراج‏ -أي جسم متقد‏، مشتعل‏، ‏مضيء بذاته‏- ‏وبأنها سراج وهاج‏ -أي شديد الوهج- وأنها والقمر آيتان من آيات الله‏، ‏وأن الله تعالي قد جعل لنا من إنضباط حركاتهما وسيلة دقيقة لحساب الزمن‏، والتأريخ للأحداث‏، وأنهما والنجوم مسخرات بأمر الله‏، ‏مسبحات بحمده‏، ساجدات لجلال عظمته‏، ‏وأن هذا التسخير لأجل مسمى ينتهي بعده كل هذا الوجود‏، وأن بداية تهدم الكون الحالي تتمثل في بداية تكور الشمس وإنكدار النجوم‏:‏ {إذا الشمس كورت*وإذا النجوم انكدرت} ‏[التكوير‏:2-1].‏

ثم في جمع كل من الشمس والقمر‏:‏ {فإذا برق البصر*وخسف القمر*وجمع الشمس والقمر‏} [القيامة‏:7‏ـ‏9].‏

وتمايز الآيات القرآنية الكريمة بإستمرار بين ضوء الشمس‏ -الضياء‏-‏ ونور القمر‏ -النور- وتستخدم تبادل كل من الليل والنهار‏، ‏ومد الظل وقبضه‏، ‏ومرور الجبال مر السحاب في إشارات ضمنية رقيقة إلي دوران الأرض حول محورها أمام الشمس‏.‏

وهذه كلها من الحقائق التي لم يصل العلم المكتسب إلى معرفتها إلا في أواخر القرن العشرين‏، ‏وورودها في كتاب الله المنزل من قبل أربعة عشر قرنا بهذه الدقة والإيجاز والشمول من أوضح جوانب الإعجاز العلمي في كتاب الله‏.‏

فسبحان الذي خلق الشمس كما خلق غيرها من أجرام الكون وخلق الكون بكل ما فيه ومن فيه وضبط حركات كل صغيرة وكبيرة فيه بعلمه وحكمته وقدرته‏، ‏وأحاط بكل ذلك علما...

تقديم: غادة بهنسي.

المصدر: الإعجاز العلمي في القرآن للدكتور زغلول النجار.